سمير أبو نعمة .. عميدُ أسرى القدس وأحد جنرالات الصّبر 

سمير أبو نعمة .. عميدُ أسرى القدس وأحد جنرالات الصّبر 

القدس المحتلة - خاص بالقسطل- 35 عامًا وما زال صامدًا في السجون، غاب اسمه من قوائم صفقات التحرّر، ولم يخنْهُ الأمل بغدٍ قريب يجمعه مع الحرية، سمير أبو نعمة، هو عميد أسرى القدس وأقدمهم في سجون الاحتلال.

تحتجز سلطات الاحتلال أبو نعمة (60 عاماً) في سجن “ريمون” مؤخرًا كإجراء عقابي بعد نقله من سجن “عسقلان”، فعاش شبابه وحياته كلها خلف القضبان، لا يعرف طعم الحريّة.

في الـ20 من شهر تشرين أول/ أكتوبر عام 1986 اعتُقل سمير من أحد المحال في شارع صلاح الدين بالقدس، بعد الاعتداء عليه بالضرب، وكان حينها يبلغ من العمر نحو 26 عاماً، واقتيد لمركز تحقيق “المسكوبية” غربي المدينة لاستجوابه.

وبعد شهور من التحقيقات القاسية، تم الحكم على أبو نعمة بالسجن مدى الحياة، بعدما اتّهم بالانتماء لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، وتفجير باص 18 في شارع يافا عام 1983، كما اتّهم بتزويد منفّذي عملية "باب المغاربة" بالسلاح.

يقول شقيق الأسير، المحامي وائل أبو نعمة لـ”القسطل” إن الاحتلال هدم منزل العائلة في بلدة أبو ديس شرق العاصمة في كانون أول/ ديسبمر عام 1986، رغم أنه ليس ملكًا لهم.

كان من المفترض أن يخرج الأسير أبو نعمة ضمن صفقة وفاء الأحراء، فأفراد مجموعته أُفرج عنهم جميعهم “طارق حليسي، عبد الناصر حليسي، إبراهيم عليان، حازم عسيلة”، وبقي وحده يواجه السجن والسجان والظروف الصعبة.

عميد الأسرى وكما روى شقيقه لـ”القسطل” يعاني من عدّة أمراض تحتاج لمتابعة طبية حثيثة، فهو يعاني من آلام متواصلة في يده اليمنى نتيجة للتعذيب الذي تعرض له، وآلام حادة في مركز الأعصاب في العامود الفقري، والديسك، وأوجاع في العظام، وآلام في الأسنان، وضعف في النظر.

ويُشير المحامي أبو نعمة إلى أن شقيقه أصبح نباتيًا بسبب حساسية في الدّم، ولا يستطيع أكل كل شيء، كما أكد أن العائلة حاولت إدخال طبيب مختص بالأعصاب لمتابعة وضعه أكثر من مرّة، لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل، وأن إدارة السجن تكتفي بإعطائه المسكنات فقط.

ويوضح أن آخر زيارة لسمير كانت ما قبل دخول جائحة كورونا إلى البلاد، أي في بداية العام الجاري، وأنها كعادته يتمتع بمعنويات عالية جدًا، كما أنه يقضي يومه في ممارسة الرياضة ومطالعة الكتب.

أبو نعمة كان من بين الأسرى الفلسطينيين الذين تعرّضوا للعزل والعقوبات بسبب مشاركتهم في خطوات نضالية احتجاجاً على سياسات مصلحة السجون من خلال الإضراب الفتوح عن الطعام أو إعادة الوجبات.

في العشرين من شهر تشرين أول/ أكتوبر 2020 سيُنهي عميد أسرى القدس أبو نعمة عامه الاعتقالي الـ34، وسيبدأ عامًا جديدًا فهل يُدرج اسمه ضمن صفقة تبادل الأسرى الجديدة وينال حريّته، أم سيُكمل العام تلو الآخر خلف القضبان؟.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: